هذه القصه حقيقيه روتها لي صاحبتها ولم أغير فيها سوى أسماء الأبطال، حتى نهايتها كما حدثت تماما.
جلست أمام المرأه أمشط شعري بسعاده وأضع الكريم على وجهي وأفكر في لحظات السعاده القادمه، مازلت أحتفظ بجمالي وجاذبيتي التي طالما جذبت شباب كثيرون نحوي في الماضي وتلك الإبتسامه التي فتنت- من قبل- زوجي منذ أكثر من خمسة عشر عاما وجعلته يتقدم للزواج بي رغم فارق المستوى الإجتماعي والمادي بيننا فهو إبن الأسره الكبيره الثريه وأنا فتاه عاديه –من وجهة نظر أهله- لكن لم أكن عاديه في نظره. كان طارق دونجوان النادي ولا تستطيع أية فتاه الصمود أمام سحر كلماته إلا أنا فلم أعره إهتماما ولم أتأثر بكلماته ولم أقع صريعة هواه فصمم أن أكون له بأية طريقه وكانت الطريقه المثلى هي الزواج.كنت أظن أني سأعيش في سعاده دائمه ولكن بالطبع كنت واهمه فبعد شهر تسرب الملل لنفسه وأراد أن يعود لطارق القديم لكنني كنت قد حملت في إبنتي ريم فاضطر لأن يكمل الزواج.إستمر الزواج بيننا روتيني ممل يسير على وتيره واحده ،طارق بين عمله وأصدقاؤه وأنا مع ريم ثم من بعدها محمد، قد أكون إنشغلت عنه حينا لكنه إنشغل عني أحيانا، كان يراني فقط الأم وست البيت وأحيانا الزوجه، أهملني ونسيت نفسي ونسيت طعم السعاده .
اليوم أنا على موعد مع السعاده التي طال إنتظاري لها، ستنتهي حياتي الزوجيه التعيسه التي دامت 15 سنة بين خيانه وإهانه وإهمال وتجريح من جانب زوجي الذي لم أقدم له سوى كل موده وإحترام ولكنه كان لايراني أنثى تستحق إخلاصه لها بل كان يراني مجرد أم لأطفاله وإمرأه محترمه تستطيع إدارة بيته جيدا والحفاظ على أسمه وليس لها عنده أي حقوق سوي المأكل والملبس فقط ويكفيني فخرا أنني تزوجت من رجل تحسدني عليه كل النساء من حيث الوسامه والثراء والعائلة العريقه،لكنهم لم يعرفوا يوما أنه يسبني وأسرتي بسبب وبدون سبب بل قد يضربني لأتفه الأسباب وقد يتركني وأولادي لأيام لانعرف عنه شيئا وليس من حق أحد محاسبته إنما علي الإكتفاء بأن أحمد الله على عيشتي التي لم أكن أحلم بها وتحسدني عليها الكثيرات.لم يترك واحده لم يخونني معها سواء من الجارات أو القريبات،بل وحتى الشغاله وجدته يقبلها في المطبخ بعد أن أرسلني لشراء إحتياجات للأولاد وإدعى هو المرض. في كل مره كنت أكتشف خيانته أصرخ وأتشاجر أحيانا، وأبكي وأنهار أحيانا ويكون رده في كل مره:
-إوعي تكوني فاكره نفسك ست بصحيح؟ إنت لوح تلج وإحمدي ربنا إني مخليكي على ذمتي عشان خاطر العيال وبس فاهمه؟
مرضت كثيرا وأصبت بإكتئاب وفكرت كثيرا في الطلاق ولكنه هددني بحرماني من أولادي ومنعي عن العمل بل وتشويه سمعتي ولو بشهود زور وهو قادر بنفوذه ونفوذ أهله على فعل هذا، إستسلمت لقدري وعشت حياتي شبه زوجه يرغبها وقتما يريد ويرميها ويهملها كيفما يريد .أفرغت شحنة الحب التي بداخلي في ريم ومحمد أبنائي وأجمل مافي حياتي، فكنت أهتم بكل تفاصيل حياتهما وأصطحبهما في كل مكان، نذاكر معا ونلعب معا وأغمرهما بحبي وإهتمامي لأعوضهما جفاف مشاعر الأب الذي كان كل دوره في حياتهما مجرد ممول فقط. كنت أقضي معظم وقتي مع أولادي في النادي لمتابعة تدريباتهما في السباحه، ثم تركت ريم السباحه وإشتركت في التنس .كونت العديد من الصداقات مع أمهات مثلي، كذلك كنت أتصدى لأي مشكله تقابلهما مع أي مدرب أو إداري، والكل يظنني سعيده لأني أهتم بمظهري وأناقتي جدا ولأني شديدة المرح والحيويه حتى أنهم كانوا يتعجبون عندما يعلمون أن عمري 40 سنه فشكلي كان يعطي إنطباع بأني لم أتجاوز ال 32سنه، فبشرتي الخمريه الصافيه كبشرة الأطفال لم تغزوها التجاعيد بعد وعيوني البنيه الواسعه تلفت الأنظار وقوامي رغم أنه يميل للسمنه إلا أنه مازال معتدلا بالنسبه لسني فكان محط نظرات الرجال الجائعه، أما مشيتي الواثقه فكانت تميل رؤوس الرجال وتثير غيرة النساء ولكني لم أكن أبالي بأحد.
حتى ظهر هو في حياتي مدرب جديد للتنس يدرب إبنتي، يصغرني بنحو خمسة أعوام جسده رياضي ممشوق، ليس وسيما لكن في عينيه العسليتين–التي تتابعني بإستمرا ر- جاذبيه عجيبه خاصة عندما تتسلط عليهما أشعة الشمس فتظهر لونهما الحقيقي المتناسب مع بشرته البيضاء وشعره البني ، كانت كل الأمهات والفتيات يحرصن على الحديث معه أما أنا فلا. كان يختلق أية فرصه للحديث معي وكنت أتجاهله أو بمعنى أدق أهرب منه ومن عينيه - فأنا لست قويه كما أبدو إنما أنا متعطشه للحب والإهتمام وقد أقع صريعة عينيه - حتى لاأضعف أمامه وكلما زاد صدي له زاد إصراره على التقرب مني وزاد تعلقي به وسعادتي بإهتمامه الذي لم أجده من زوجي أو من أي أحد في حياتي.
تعليقات
إرسال تعليق